﴿وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾: الأجر يكون مقابل العمل والأجر قد يوصف بالكبير أو الكريم أو العظيم أو غير الممنون أو الحسن، أيْ: له درجات حسب درجات أعمالهم وإيمانهم وإحسانهم والمغفرة والأجر الكبير قد يعني: الجنة، ولو قارنا هذه الآية مع الآية (١٢) في سورة المُلك، وهي: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾: نجد أن خشية الرب وهي صفة من صفات الذين آمنوا وعملوا الصالحات، اقترنت بالمغفرة والأجر الكبير؛ مما يدل على أهمية خشية الله تعالى بالغيب.
المناسبة: في الآيات السّابقة بين الله سبحانه أنّ الشّيطان هو العدو وفي هذه الآية يبيِّن ما يعمله الشّيطان هو التّزيين للوقوع في الشّرك والمعاصي.
﴿أَفَمَنْ﴾: الهمزة للاستفهام الإنكاري، الفاء لتوكيد زيادة الإنكار، من: اسم موصول بمعنى الّذي، ومن: للعاقل، وقد تنزل منزلة غير العاقل.
﴿زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ﴾: أيْ: رأى عمله السّيِّئ القبيح أو الباطل حسناً، فهو يظن مثلاً أن الشّركاء يقرِّبونه عند الله زلفى، أو يشفعون له.
﴿فَرَآهُ حَسَنًا﴾: أي: من الأصنام والأوثان سيقبله الله تعالى وله أجره وثوابه وخبره محذوف تقديره أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً كمن لم يُزيَّن له سوء عمله، والحق سبحانه لم يذكر الجواب؛ لأنّه معلوم، أيْ: لا يستويان.
﴿فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ﴾: أيْ: هذا الّذي زين له سوء عمله فرآه حسناً لا تظن أو تعتقد أن الله سبحانه أضلَّه، ولا تظن أنّ الّذي لم يُزيَّن له سوء عمله