للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٧٨]

﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾:

﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ﴾: الهمزة: همزة استفهام وإنكار؛ أطلع: تدل على المبالغة في الاطلاع والرؤية؛ أي: كيف يدعي هذا الكافر، ويؤكد أنّه سيُعطى المال والولد؟ أطَّلع الغيب؛ أي: أخبر بالغيب وأُطلع عليه. قال ابن عباس: أَنظر في اللوح المحفوظ؟ وقال مجاهد: أعلم الغيب حتى يعلم أفي الجنة هو أم لا؟

﴿أَمِ﴾: للإضراب الانتقالي، والهمزة: للاستفهام الإنكاري والتّوبيخ.

﴿اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾: أي: أعطاه الرّحمن عهداً «وعداً موثقاً» بأن يدخل الجنة، أو ينال ما يريد. اتخذ: على وزن افتعل: فيها معنى الجهد، والتّكلف؛ أي: طلب وأجهد نفسه بالحصول على عهد من الرّحمن بنيل ما يريد.

سورة مريم [١٩: ٧٩]

﴿كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا﴾:

﴿كَلَّا﴾: كلمة ردع وزجر وإنكار لما قاله الوائل بن العاص، أو هو مخطئ لما قاله، أو كلمة نفي وإبطال لما قبلها، لن يشم رائحة المال، أو رائحة الولد.

﴿سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾: لأوتين مالاً وولداً، وسنجازيه على ما قاله، والسّين للاستقبال القريب.

﴿وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا﴾: أصل المد، أو المدد هو: الزّيادة؛ أي: نزيده عذاباً فوق العذاب، أو نطيل له مدة العذاب، مداً للتوكيد، والمد في القرآن يأتي عادة في سياق العذاب، والمدد يأتي في سياق الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>