بِغَيْرِهِ (١)، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلَافِي! فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ. فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلَتْ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَظِيمٌ}[الحجرات: ٢]. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ (٢): قَالَ ابْنُ الزُّبَيْر: فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ (٣) - وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ (٤) عَنْ أَبِيهِ (٥)، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ (٦) - إِذَا حَدَّثَ (٧) النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ (٨)،
"وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ … " إلخ، ثبتت الواو في ذ، ووقعت هذه الزيادة في سـ. "فَكَانَ عُمَرُ" في نـ: "وَكَانَ عُمَرُ".
===
(١) الغير هو القعقاع - بفتح القافين وسكون المهملة الأولى - ابن معبد، وهما يطلبان الإمارة، "ك"(٢٥/ ٤٧).
(٢) وقعت هذه الزيادة في رواية المستملي، وهو موصول بالسند المذكور قبله، "ف"(١٣/ ٢٧٩).
(٣) أي: بعد نزول هذه الآية، "ع"(١٦/ ٥٢١).
(٤) هذه معترضة بين قوله: "بَعْدُ" وبين قوله: "إذا حدث … " إلخ.
(٥) أي: جده للأم، "ع"(١٦/ ٥٢١).
(٦) قوله: (يعني أبا بكر) ولم يكن أبو بكر أبًا لعبد الله بن الزبير حقيقة، وإنما كان جده لأمّه أسماء بنت أبي بكر، وأطلق عليه الأب. وفهم منه أن الجد للأم يسمَّى أبًا كما في قوله تعالى:{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ}[النساء: ٢٢]، فالجد للأم داخل في ذلك، "ع"(١٦/ ٥٢١).
(٧) مرَّ الحديث (برقم: ٤٨٤٥).
(٨) قوله: (كأخي السرار) أي: كصاحب المسارّة، قال أبو العباس النحوي: أي: كالسرار، وأخي صلة، والسرار بكسر السين، وقال ابن الأثير: معنى "كأخي السرار": كصاحب السرار، أو كمثل المسارة لخفض صوته، "ع"(١٦/ ٥٢١).