للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى قفجق (١) نائب السلطنة وعلى غيرهما، وقد لبَّسوا أيضا على الملك العادل كتبغا (٢) في ملكه وفي حالة ولاية حماة (٣)، وعلى أمير السلاح أجل أمير بديار مصر، وضاق المجلس عن حكاية جميع تلبيسهم.

فذكرت تلبيسهم على الأيدمري وأنهم كانوا يرسلون من النساء من يستخبر عن أحوال بيته الباطنة، ثم يخبرونه بها على طريق المكاشفة ووعدوه بالملك، وأنهم وعدوه أن يروه رجال الغيب فصنعوا خشبًا طوالاً وجعلوا عليها من يمشي كهيئة الذي يلعب بأكر الزجاج، فجعلوا يمشون على جبل المِزَّة (٤)، وذاك يرى من بعيد قوما يطوفون على الجبل وهم يرتفعون عن الأرض وأخذوا منه مالا كثيرًا ثم انكشف له أمرهم.


(١) هو سيف الدين قبجق ويقال قفجق المنصوري نائب دمش وحماة وحلب، كان تركياً صاحب فروسية ودهاء، تام الشكل، محبباً إلى الرعية (ت: ٧١٠ هـ). انظر: أعيان العصر (٤/ ٦١)، والبداية والنهاية (١٣/ ٣٥١) (١٤/ ٨، ٥٥)، والرد الوافر (ص: ٤١ - ٤٢).
(٢) هو الأمير كتبغا المغلي المنصوري، الملك العادل زين الدين، كان شجاعًا ينطوي على دين وسلامة وباطن وتواضع، تسلطن بمصر عامين، وخلع في صفر سنة ٦٩٦ هـ ثم أعطي حماة فتولاها وعدل، (ت: ٧٠٢ هـ). انظر: البداية والنهاية (٩/ ٢٦٤)، تاريخ الخلفاء (١/ ٤١٢)، شذرات الذهب (٦/ ٥).
(٣) حماة: مدينة مشهورة من مدن الشام، وهي حاليا في بلاد سوريا. انظر: معجم البلدان (٢/ ٣٠٠).
(٤) إحدى مناطق مدينة دمشق تقع في الجهة الغربية الجنوبية للمدينة، سكن فيها الصحابي الجليل أسامة بن زيد ودحية الكلبي، ولها ينتسب الحافظ المزي، وقد ألف شمس الدين ابن طولون كتاباً في تاريخها، سماه "المعزة فيما قيل في المزة". انظر: معجم البلدان (٥/ ١٢٢) معجم دمشق التاريخي (٢/ ٢١٧)

<<  <   >  >>