قال العلَّامة الصنعاني: والقياس أنه أداء كما عرفت فيمن نام عن الفريضة أو نسيها. سبل السلام (٢/ ١٨). (٢) لكن ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى ما بين المغرب والعشاء، فقد روى الإمام أحمد (٢٢٩٢٦)، عَن حُذَيْفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "جِئْتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ"، صحَّحه الألباني في إرواء الغليل (٤٧٠). وكذلك ثبت عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يصلون ما بين المغرب والعشاء، فقد روى أبو داود (١٣٢١)، عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- فِي هَذ الْآيَةِ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦)} [السجدة: ١٦] قَالَ: كَانُوا يَتَيَقَّظُونَ - وفي رواية: يَتَنَفَّلُونَ- مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ يُصَلُّونَ. وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: قِيَامُ اللَّيْلِ. صحَّحه الألباني في صحيح أبي داود. قال الشوكاني رحمه الله: "والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء، والأحاديث وإن كان أكثرها ضعيفًا فهي منتهضة بمجموعها، لا سيما في فضائل الأعمال". نيل الأوطار (٣/ ٦٨).