للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومما اختاره سيدنا الشيخ العالم العلامة، أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، روى الله من سحاب الرحمة ثراه، من نظمه لنفسه -رحمه الله تعالى- في باب التورية، ورسم لي أن يكون واسطة لهذا العقد، وكتب ذلك بخطه الكريم في كراسة، وأتحف بها العبد لأنظمها في عقود هذه الأسلاك، وكتب في ديباجة الكراسة قوله:

يا سيدًا طالعه ... إن راق معناه فعد

وافتح له باب الرضا ... وإن تجد عيبًا فسد

وقوله:

سألت من لحظه وحاجبه ... كالقوس والسهم موعدًا حسنا

ففوق السهم من لواحظه ... وانقوس الحاجبان واقترنا١ "وقت رنا"

وقوله:

سألوا عن عاشق في ... قمر باد سناه

أسقمته مقلتاه ... قلت لا بل شفتاه

وقوله:

أتى من أحبائي رسول فقال لي ... ترفق وهن واخضع تفز برضانا

فكم عاشق قاسى الهوان بحبنا ... فصار عزيزًا حين ذاق هوانا٢

وقوله:

ضنيت جوى فواصلني حبيبي ... وعاد إلى الجفاء فعاد ما بي

فقلت أعد وصالًا قال كلا ... فها أنا ذبت من رد الجوابِ "بي"

وقوله، مع بديع الاقتباس:

خاض العواذل في حديث مدامعي ... لما رأوا كالبحر سرعة سيره

فحبسته لأصون سر هواكم ... حتى يخوضوا في حديث غيره٣

وقوله:

يا عاذلي وسهام اللحظ ترشقني ... عن قوس حاجب بدر خدّه قبسي

إن تستطع لنجاتي في الهوى سببًا ... فاستنبط السلم لي من أسهم وقسِ "ي"

وقوله:

ولم أنس إذ زار الحبيب بروضة ... فغارت من المعشوق أعينها المرضى

ولاحت بخد الورد حمرة خجلة ... حياء رأينا طرف نرجسها غضا


١ فوّق السهم: صوّبه. انقوس: صار منحنيًا كالقوس.
٢ هوانا: حبنا، والذل.
٣ حتى يخوضوا في حديث غيره، تضمين للآية الكريمة: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: ٦/ ٨٦] .
٤ قس: أمر من قاس: قدر المسافة. وقسي: جمع قوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>