كتاب خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي

أنشأ القطيم النشو لما ارتقى ... وزارة زادته في وزره١

بالجامع العمري سبيلًا وقد ... قال لنا عنه بنو مصره

هذا سبيل حاله فاسد ... وزيره يرشح من قعره٢

ومن أغراضه البديعة قوله:

لولا الزمان للمحال قابل ... ما سلسلوا مطلق كل جدول

وأصبح الدولاب في رياضه ... يقول بالدور وبالتسلسل٣

ومن أغراضه الغريبة قوله في ولده مجد الله بن فضل الله، رحمهما الله تعالى:

أرى ولدي قد زاده الله بهجة ... وكمله في الْخَلْق والْخُلق مذ نشا

سأشكر ربي حيث أوتيت مثله ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشا

ومن بدائع أمداحه قوله في الشهيد فخر الدين نقيب الأشراف، رحمه الله تعالى:

جناب فخر الدين كهف الورى ... دامت له النعماء لا تنقضي

فهو الشريف الحسن المرتضى ... وخلقه ذاك الشريف الرضي٤

وقال يمدح الإمام المرتضى، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

يابن عم النبي إن أناسًا ... قد توالوك بالسعادة فازوا

أنت للعلم في الحقيقة باب ... يا إمامًا وما سواك مجاز

ويعجبني من حسن خواتمه قوله:

وا سوأتاه إذا وقفت بموقف ... ما مخلصي فيه سوى الإقرار٥

وسواد وجهي عند أخذ صحيفتي ... وتطلعي فيها شبيه القار٦

١ القطيم: الصقر. الوزر: الحمل الثقيل والمسئولية.
٢ يرشح: يتسرب منه الماء. قعره: إسته.
٣ الدولاب: ما يستقى به ويوضع فوق البئر "الناعورة".
٤ الشريف الرضي: الشاعر المعروف وأخو الشريف المرتضى صاحب الأمالي.
٥ الإقرار: الاعتراف.
٦ القار: الزفت.