للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"١.

سابعًا: وأخيرًا، عندما يتحدث القرآن عن أمور السماء لا ينبغي أن ننسى أنه يقصد إنشاءها خلقًا جديدًا، له أصالته المجهولة: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} ، {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ} ٢.

والواقع أنه ما من إنسان يعلم ما أعد للمتواضعين، والمحسنين، والذاكرين الله في غالب أحوالهم، من مفاجآت جميلة، وإنعام يفوق خيالهم وقد حدث القرآن عن ذلك فقال: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ٣، وقال الله تعالى في حديث قدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" ٤، مما جعل ابن عباس يقول: وهو من أصوب المفسرين رأيًا بين صحابة النبي, صلى الله عليه وسلم: "ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء"٥.

بيد أنه لا يبدو أن هذه الأصالة تبلغ حد التخلص من الواقع المحسوس، فالنصوص تتجه إلى إقرار فرق في الدرجة بين الحياتين، أكثر من كونه فرقًا في الطبيعة.

النار:

هل نريد الآن صورة كاملة بقدر الإمكان عن مقام الهالكين، وما سوف يسامون من عذاب؟


١ انظر: البخاري، كتاب النكاح, باب ١٦.
٢ الواقعة: ٣٥ و٦١.
٣ السجدة: ١٧.
٤ البخاري, كتاب التفسير, باب ٣٠.
٥ تفسير الطبري ١/ ١٧٤ ط. الحلبي ١٩٥٤.

<<  <   >  >>