للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الفتح: أكثر ما جاء فعلان في الأوصاف والمصادر؛ فالأوصاف كقولهم: رجل شَقَذَان للخفيف، وقالوا: أكذب من الأَخيذ الصَّبَحَان١ بفتح الباء كما ترى، وقد رُوي الصبْحان بتسكينها، ويومٌ صَخَدان ولَهَبَان لشدة الحر، وعير فَلَتان٢، ورجل صَمَيان: ماض منجرد.

وأما المصادر فنحو الوهجان والنَّزَوَان والغَلَيَان والغثيان والقفزان والنقران. والمعنى -في الوصف والمصدر جميعًا من هذا المثال- الحركة والخفة والإسراع، وهو في الأسماء غير الصفات والمصادر قليل، غير أنهم قد قالوا: الوَرَشان٣ والكَرَوَان والشبهان لضرب من النبت٤، وقيل: الشَّبُهان بضم الباء، وقالوا: العنَبان للتيس من الظباء النشيط، فإذا كان كذلك كان الصفَوان أيضًا مما جاء من غير الأوصاف والمصادر على فعَلان.

ومن ذلك قراءة "٣٠و" الزهري ومسلم بن جندب٥: "ولا تُيمِّموا الخبيث"٦ بضم التاء وكسر الميم.

قال أبو الفتح: فيها لغات: أمَمْتُ الشيء ويممْتُه وأَمَّمْتُه ويَمَّمْتُه وتَيمَّمْتُه، وكله قَصَدتُه.

قال الأعشى:

تؤمُّ سنانا وكم دونه ... من الأرض مُحْدَوْدِبا غارُها٧

وقال الآخر:

يمْمتُ بها أبا صخر بن عمرو


١ قال في اللسان "صبح": "ومن أمثالهم السائرة في وصف الكذب قولهم: أكذب من الآخذ الصبحان. قال شمر: هكذا قال ابن الأعرابي، قال: وهو الحوار الذي قد شرب فروى، فإذا أردت أن تستدر به أمه لم يشرب لريه درتها، قال: ويقال أيضًا: أكذب من الأخيذ الصبحان، قال أبو عدنان: الأخيذ: الأسير، والصبحان: الذي قد اصطبح فروى، قال ابن الأعرابي: هو رجل كان عند قوم فصبحوه حتى نهض عنهم شاخصًا، فأخذه قوم وقالوا له: دلنا على حيث كنت، فقال: إنما بت بالقفر، فبينما هم كذلك؛ إذ قعد يبول، فعلموا أنه بات قريبًا عند قوم، فاستدلوا به عليهم واستباحوهم، والصبحان في ذلك كله مضبوطًا ضبطًا قلميًّا بسكون الباء.
٢ نشيط.
٣ طائرة: وهو ساق حر.
٤ في القاموس أنه: "نبت شائك، له ورد لطيف أحمر وحب كالشهدانج"، والشهدانج: حب القنب.
٥ هو مسلم بن جندب أبو عبد الله الهذلي مولاهم المدني القاص، تابعي مشهور، عرض على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وعرض عليه نافع، وروى عن أبي هريرة وحكيم بن حزام وابن عمر، مات سنة ١٣٠. طبقات ابن الجزري: ٢/ ٢٩٦.
٦ سورة البقرة: ٢٦٧.
٧ لم نعثر عليه في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>