الجواب الثاني: أن الكرامة أمر خارق للعادة يظهرها الله تعالى على يد ولي من أوليائه بدون اختياره، وهي من فعل الله عز وجل ولا يد للولي فيها، بل ليس للولي كسب في الكرامة.
وقد صرح بذلك كثير من أئمة القبورية، وكلامهم حجة على إخوانهم من أهل مشربهم؛ بل صرح النابلسي أحد كبار مشاهير أئمة القبورية (حنفي ١١٤٣هـ) بأن الكرامة بمحض قدرة الله تعالى وإرادته، ولا مدخل لقدرة العبد فيها، ولا لإرادته، ومن زعم أن للولي تأثيرا فيها فقد كفر.
بل صرّح علماء الحنفية بأن المعجزة أيضا ليست إلا فعلا لله سبحانه.
وقال الإمام صنع الله الحلبي مبطلا شبهة الكرامة ومبينا أن الكرامة ليست في قدرة الولي واختياره:
(وأما اعتمادهم بأن هذه التصرفات لهم من الكرامات- فهو من المغلطة..