للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"كان"، واسمه الضمير إليه - صلى الله عليه وسلم -، أو بنصب "أجود" خبر "كان" واسمه الضمير إليه - صلى الله عليه وسلم -، كذا في "القسطلاني" (١).

قال الطيبي (٢): فيه تخصيص بعد تخصيص للترقي، الأول: جوده على سائر الناس، الثاني: جوده في رمضان على جوده في غيره، الثالث: جوده عند لقاء جبرئيل.

(فيدارسه القرآن) والحكمة فيه ليكون سُنَّةً في عرض القرآن على من هو أحفظ منه، كذا في "القسطلاني" (٣)، واختلف في أنه كان يدارس كل القرآن أو حسب ما نزل، والأوجه عندي الثاني، والبسط في هامش "اللامع" (٤)، ثم الترجمة بعظمة الوحي من المدارسة واضح.

وأما على ظاهر الترجمة من البدء فلا يبعد أن يكون إشارة إلى البدء الزماني بأنه كان في رمضان، إذ يقولون بأن أول نزول جبرئيل في غار حراء كان في السابع عشر من رمضان، ولا يذهب عليك أن للكلام الإلهي مناسبة خاصة بشهر رمضان، ولذا يقولون: إن صحف إبراهيم - عليه السلام - نزلت في غرة رمضان، أو في الثالث منه، وأعطي داود - عليه السلام - الزبورَ في الثامن عشر أو الثاني عشر من رمضان، وأعطي موسى - عليه السلام - التوراةَ في السادس منه، وأعطي عيسى - عليه السلام - الإنجيلَ في الثاني عشر أو في الثالث عشر، كما ذكرتُ في رسالتي "فضائلِ رمضان" باللسان الأردي.

قال الحافظ (٥): أخرج أحمد والبيهقي في "الشعب" عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنزلت التوراة لِسِتٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان"، وهكذا نقله السيوطي


(١) "إرشاد الساري" (١/ ١٢١).
(٢) انظر: "شرح الطيبي" (٤/ ٢٠٩)، و"مرقاة المفاتيح" (٤/ ٦٠٠).
(٣) "إرشاد الساري" (١/ ١٢٢).
(٤) "لامع الدراري" (١/ ٥١٢ - ٥١٣).
(٥) "فتح الباري" (٩/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>