للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للاستغلال حيث يقطن وكلاء الأندنوسيين والهنود وحيث تؤجر البيوت لسكن هؤلاء الحجاج فيستفيد أصحاب البيوت من هذه الأجور الموسمية إلى جانب سكناهم طيلة العام، ولقد كانت البيوت في حارة اليمن والشوارع فيها تتحول إلى سوق للحجاج حيث يسكن الحجاج في بيوت الوكلاء وذلك قبل إنشاء مدينة حجاج البحر وتحويل الحجاج إليها لهذا فإن حارة الشام كانت مخصصة للسكن الخاص وكذلك حارة المظلوم، وقبل أن نختم الحديث عن عقار آل باناجه لابد أن نذكر أن عبد الله باشا كان قد شيد بيتا بل قصرا في مدينة الطائف على الطراز التركي وهو على شكل باخرة وقد أدركت الناس في الطائف يسمونه الباخرة وهو فى منطقة السلامة قريبا من الثكنة العسكرية وله فناء واسع لابد وأنه كان حديقة في الماضي وله بعض الملحقات وعلمت أن الوالي التركي كان ينزل فيه إذا ذهب إلى الطائف للاصطياف وربما كان هذا الوالي هو أحمد راتب باشا، وقد بقي هذا البيت إلى ما قبل سنوات حيث آلت ملكيته إلى صديقنا الشيخ صدقه كعكى ..

والبيت رائع الهندسة جميل البناء مرتفع السقوف، كثير النوافذ وقد صنعت سقوفه جميعها من الخشب المصقول وقد تناولنا فيه طعام الغذاء ذات صيف بدعوة من الشيخ صدقه وحينما اخبر في أنه سيزال في التوسعة التي ستتم في مدينة الطائف كان أسفى عليه عظيما لأنه كان معلما من معالم الطائف، ولعله قد أزيل فيما أزيل من المباني والآثار.

وعلى ذكر الوالي راتب باشا نقول أنه كان آخر الولاة العثمانين في عهد الخلافة العثمانية وحينما أجبر السلطان عبد الحميد على التنازل عن العرش غادر الحجاز، قالوا وكان أحمد الهزاز - والد صديقنا الشيخ عمر أحمد الهزاز يحقد على راتب باشا فذهب إليه وصفعه على وجهه انتقاما منه وتحقيرا له بعد أن أصبح لا حول له ولا طول، وسبحان المعز المذل الذى يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.

هذا وقد توفي عبد الله باشا باناجة بمدينة القاهرة في عام ١٣٤٤ للهجرة وقد تجاوز الثمانين عاما بعد مرض طويل، وآلت ملكية آل باناجه من التجارة والعقار

<<  <  ج: ص:  >  >>