بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين:
اسمحوا لي أن أشترك في هذه المداخلات ولو بكلمة قصيرة مختصرة ومتواضعة حول هذا الموضوع، وهو موضوع مهم جدا باعتبار أنه موضوع يمس حاجة المسلمين اليومية, ومما تعرض له السادة الباحثون الأفاضل في بحوثهم هو حكم اللحوم المستوردة من البلاد غير الإسلامية من اليهود والنصارى، وقد استمعنا إلى أقوال العلماء في ذلك، كما وضحها السادة العلماء الأفاضل الباحثون في بحوثهم، وأنا أميل إلى قول من قال: إن ذبائح أهل الكتاب مباح لنا أكلها، وذلك إذا ذبحت بطريقة صحيحة مألوفة, وأعجبني في هذا الصدد ما كتبه الأستاذ الباهر الدكتور الهواري- جزاه الله خيرا- في بحثه عن الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس حيث قال:"ويمكننا بعد أن عرضنا وجهات النظر المتباينة أن نفتي الناس ونحن مطمئنون بما يلي: أن الأصل في ذبائح أهل الكتاب من يهود ونصارى سواء كانوا من رعايا الدولة الإسلامية أو أعدائها المحاربين لها ولحومهم المثلجة والمجففة والمطبوخة حلال إلا أن يثبت للمسلم أنها ذبحت مخالفة للطريقة الإسلامية". وأنا أضم رأي إلى هذا الرأي وأوافقه على هذا الحد، ولكنني أخالفه في ناحية أخرى في قوله بعد ذلك:"إن المسلم ليس مكلفا بالبحث عن ما غاب عنه، فلا يجب عليه أن يسأل عن طريقة الذبح وهل ذكر اسم الله عليها أو لم يذكر؟ هل ذكر اسم غير الله تعالى؟ كل هذا ليس مطلوبا منه ولا مأمورا به ".