للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التاسعُ: النيَّةُ،

"فائدةٌ": لو صلَّى مَنْ فرضُه الاجتهادُ بغيرِ اجتهادٍ، ثمَّ بانَ مصيبًا، لزِمَه الإعادةُ، على الصحيحِ من المذهبِ. وقيل: لا يلزمُه. ذكرَهُ في "الإنصاف" (١).

(التاسعُ) من شروطِ الصَّلاةِ: (النيةُ) النيةُ بالتشديد، وحُكِيَ فيها التخفيفُ.

وهي في اللغةِ: القصدُ. وهو عزمُ القلبِ على الشيءِ. يقالُ: نواكَ اللهُ بخيرٍ، أي: قصدَك به.

ومحلُّها: القلبُ، والتلفظُ بها ليس بشرطٍ، إذ (٢) الغرضُ جعلُ العبادةِ للهِ تعالى.

وتقدَّمَ في الوضوءِ بعضُ ما يتعلَّقُ بها، وحكمُ التلفظِ بها. ولا يضم سبقُ لسانِه بغيرِ قصدِه. وتلفُّظُه بما نواه تأكيدٌ.

وشرعًا: العزمُ على فعلِ الشيءِ، من عبادةٍ وغيرِها. ويزادُ: في عبادةٍ، تقربًا إلى اللهِ تعالى، بأنْ يقصدَ بعملِه اللهَ تعالى، دونَ شيءٍ آخرَ من تصنعٍ لمخلوقٍ، أو اكتسابِ محمدةٍ عند النَّاس، أو محبةِ مدحٍ منهم، أو نحوِه. وهذا هو الإخلاصُ.

وقال بعضُهم: هو تصفيةُ الفعل عن ملاحظةِ المخلوقين.

وقال آخر: هو التوقِّي عن ملاحظةِ الأشخاصِ. وهو قريبٌ من الذي قبلَه.

وقال آخر: هو أنْ يأتيَ بالفعلِ، لداعيةٍ واحدةٍ، ولا يكونُ لغيرِها من الدَّواعي تأثيز في الدُّعاءِ إلى ذلك الفعلِ. وفي الخبرِ: "الإخلاصُ سرٌّ من سرِّي، استودعتُه قلبَ من أحببتُه من عبادي" (٣).

ودرجاتُ الإخلاصِ ثلاثةٌ:


(١) "الإنصاف" (٣/ ٣٥٨).
(٢) في الأصل: "إذا".
(٣) ذكره الغزالي في "الإحياء" (٤/ ٣٧٦) عن الحسن مرسلًا. قال الحافظ العراقي في تخريجه:=

<<  <  ج: ص:  >  >>