يعلم ما يقع في الأقطار والجهات على بعد المسافات بناء على أنه كان في الحياة كذلك من غير فرق بين البعيد والقريب فقد أعظم الفرية على الله وعلى رسوله كما قالت عائشة رضي الله عنها من زعم أن محمداً رأى ربه فد كذب ومن زعم أن أحداً يعلم الغيب فقد كذب وهل في الوجود أفسد، ومن هذا البناء فما كان في حيوته عليه الصلاة والسلام وهو في المدينة يعلم ويسمع ما يقع في أقطار الأرض من العرب والعجم بل روى عنه صلى الله عليه وسلّم أنه يسمع سلام المسلم من قريب ويبلغه من بعيد إذا تقرر هذا فقد قال تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}[الأنعام: من الآية٥٩] ، وقال:{قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ}[الأنعام: من الآية٥٠] ، وقال:{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}[النمل: من الآية٦٥] ، وقال لنبيه:{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}[الأعراف: من الآية١٨٨] ، وقال:{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[النحل: من الآية٧٧] ، وقال له:{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ}[الكهف: من الآية٢٦] ، قال المسيح: {سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ