للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

باسم الله قال: فلما أكلنا قلت لرفيقه أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته قال: نعم كنا يوما صياما فلما كان الليل لم يكن شيء نفطر عليه قال: فلما أصبحنا قلت: له يا أبا إسحاق هل لك أن تأتي باب الرستن فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين قال: وذاك قال: فأتينا باب الرستن فجاء رجل فاكتراني بدرهم قال: قلت: صاحبي قال: صاحبك لا حاجة لي في صاحبك اراه ضعيفا قال:

فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانيق قال: فحصدنا يومنا ذلك فأخذت كراي فأتيت السوق فاكتريت حاجتي وتصدقت بالباقي فهيأته وقربته إليه قال: فلما نظر إلي بكى قلت ما يبكيك قال: أما نحن فقد استوفينا أجورنا فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا قال: فغضبت قال: ما يغضبك أتضمن لي ألا وفينا صاحبنا أم لا قال: فأخذت الطعام فتصدقت به فهذا أشد شيء مرّبي منذ صحبته.

٥٧٨١ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني جعفر بن محمد الخواص حدثني الجنيد بن محمد قال: وذكر السري بن المغلس يوما وأنا أسمعه السواد [يكرهه] (١) يعني الأكل من السواد وأن يملك فيها أحد وكان يشدد في ذلك ولا يأكل من بقل السواد ولا من ثمره ولا من شيء يعلم أنه منه ما أمكنه فرأيت رجلا يوما وقد أهدى له خرنوبا وقثاء بريّا حمله له من أرض الجزيرة فقبله منه ورأيته قد سرته فكان يشدد في الورع.

٥٧٨٢ - وبإسناده قال: سمعت السري يقول: كنت بطرسوس فكان معي في الدار فتيان يتعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور فعملت بدله من مالي فتورعوا أن يخبزوا فيه.

٥٧٨٣ - وبإسناده قال: سمعت السري يذكر أبا يوسف الغسولي وكان أبو يوسف يلزم الشعر ويغزو فكان إذا غزا مع الناس ودخلوا بلاد الروم أكل أصحابه من ذبائح الروم ومن فواكههم فكان أبو يوسف لا يأكل فيقال له يا أبا يوسف تشك أنه حلال قال: لا فيقال (١): فكل من الحلال فيقول إنما الزهد في الحلال.

٥٧٨٤ - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا (الحسن) (١) بن محمد بن إسحاق


٥٧٨١ - (١) في ب (نكر).
٥٧٨٣ - (١) في الأصل بدون فاء.
٥٧٨٤ - (١) في الأصل: (أبو الحسن).

<<  <  ج: ص:  >  >>