وقد أخرج البخاري رقم٤٧٢٢ من طريقه، عن ابن عباس في الآية بلفظ "قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسّبوا القرآن {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك؛ فلا تسمعهم {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} . وقد رجّح الطبري هذا القول. ونقل عنه ابن حجر وقال: ولكن يحتمل الجمع بين هذا القول، وبين ما ورد أنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة. واستدل لهذا الجمع بما أخرجه ابن مردويه من حديث أبي هريرة الآتي برقم ١٤٥٥. ١ فتح الباري ٨/٤٠٥. أخرجه ابن جرير ١٥/١٨٥ حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس، ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثني داود ابن الحصين، به نحوه. ٢ حفص بن غياث بن طَلْق بن معاوية النخعي، أبو عمر الكوفي القاضي، روى عن هشام ابن عروة والأعمش والثوري وغيرهم، ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر، مات سنة أربع أو خمس وتسعين، وقد قارب الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب ٢/٣٥٧، والتقريب ١/١٨٩. ٣ فتح الباري ٨/٤٠٥. أخرجه ابن جرير ١٥/١٨٧ وابن خزيمة في صحيحه رقم٧٠٧ - في الصلاة، باب إخفاء التشهد وترك الجهر به -، والحاكم ١/٢٣٠ كلهم من طريق حفص بن غياث، به. وسكت عنه الحاكم. وقد صحّح إسناده الدكتور الأعظمي. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥/٣٥١ ونسبه إلى الطبري والحاكم.