الأسود والركن اليمانى، وإذا ما ضممنا إلى المجموع ما استخرج من الذهب والفضة من الحزام يجب أن نضم إلى المجموع الكلى ثلث المقدار المذكور.
كان محمد على باشا والى مصر قد جهز مقدارا لازما من الرخام والآلات والأدوات ومقدارا من الخشب والمستلزمات الأخرى وحمل بها سفينة فى السويس لتوصلها إلى جدة، وقد تعرضت هذه السفينة لعاصفة شديدة وغرقت ولما وصل الخبر المشئوم فى يوم الجمعة الخامس عشر من شهر جمادى الأولى إلى سمع الناس فى مكة المكرمة أصابهم هم شديد.
وفى يوم السبت الثالث والعشرين من الشهر المذكور شرع بعد التسمية باسم الله فى هدم جدران البيت بعد أن أحيط المطاف الشريف بستار خشبى.
وكان الهدف من هذا إخفاء النجارين الذين سيعملون فى البيت الحرام مقتدين فى ذلك بعبد الله بن الزبير لأنه كان قد أحاط البيت قبل هدمه بستارة خشبية.
بينما كان النجارون مشغولين بصنع الستارة الخشبية اتصل رئيسهم برضوان أغا وأخذا يتذاكران القرار الذى سيتخذ للبدء فى هدم البيت، وبعد المحادثات الطويلة بين الطرفين قرر أن يشرع فى الهدم يوم الأحد من الشهر المذكور وفى الموعد المقرر بدأت العمليات أمام الأشراف الكرام والعلماء العظام وأهل مكة المحترمين كما أحيط البيت من خارجه بستارة خشبية فى ارتفاع ستة أذرع، وتركوا فراغا فى الستارة الخشبية حتى يتمكن الطائفون من استلام الحجر أو تقبيله، وكان عبد الله بن الزبير قد فعل نفس الشئ، وكان الطائفون يطوفون خارج الستارتين، ولما شرع فى صنع الستارة الثانية فى ٢٤ جمادى الأولى شرع فى صنع إسقالة قوية متينة على أطراف الستارة الأربعة.
وكان قصد رضوان أغا من صنع هذه الإسقالة هو تسهيل عمل البنائين فى صعودهم ونزولهم وتأمين طريق العمال الذين يحملون الحجارة والطين فى أثناء البناء.