للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور، ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإِنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطإ.

وفيه النهي عن العجلة والتسرع، لنشر الأمور، من حين سماعها والأمر بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه، هل هو مصلحة؟ فيقدم عليه الإِنسان، أم لا؟ فيحجم عنه"١.

ولعل أشد مكر المفسدين الناشرين للشبهات والإشاعات هو استهداف العلماء والدعاة ورجال الأمة الناصحين بالشبهات والإِشاعات الجائرة، بغرض زعزعة ثقة الناس بهم، وصدهم عن الاستماع إليهم، والاسترشاد بعلمهم وتوجيهاتهم، وبذلك تخلو الساحة لهؤلاء المفسدين.

وقريباً من ذلك: إذا وقع هذا الداء بين العاملين للإِسلام من طلبة العلم والدعاة ونحوهم، فيتراشقون بالإِشاعات، ويثيرون حول بعضهم الشبهات، فتلك قاصمة الظهر، وبادرة من بوادر الخذلان، ومنفذ خطير للمفسدين لإِضرام نار الفتنة.

وأسوؤهم حالاً، وأعظمهم جرماً وشؤماً من يدعي العمل للإسلام ويتصدى للدعوة وإنكار المنكر، ثم يستهدف أهل العلم والتوحيد،


١ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٢/١١٣-١١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>