للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبهنا بهم، لا أعلم إلا أنه قال: والذي نفسي بيده، لتتبعنّهم حتى لو دخل الرجل منهم جحر ضب لدخلتموه"١.

وكلام ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - يدل على معنى دقيق وهو الربط بين الآية وما ورد من النهي عن التشبه بالأمم السابقة في إعراضهم عما نزل عليهم من ربهم من الهدى واتباعهم للأمم الجاهلية، وخاصة الفلاسفة، وقد نهوا عن ذلك وحذروا أشد التحذير، قال تعالى: {قُلْ يَآ أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُوآ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَآءِ السَّبِيلِ} ٢.

وقد ورد التحذير الشديد لهذه الأمة من التشبه بأهل الكتاب وغيرهم، سواء كان ذلك باتباعهم وتقليدهم في باطلهم، أو كان باتباعهم بالتشبه بالأمم الضالة الأخرى.

قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لتأخذن كما أخذ الأمم من قبلكم: ذراعاً بذراع، وشبراً بشبر، وباعاً بباع، حتى لو أن أحداً من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه! ، قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم القرآن: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوآ أَشَدَّ مِنْكُمْ


١ رواه ابن جرير بسنده، جامع البيان (٦/٤١٣) .
٢ سورة المائدة الآية رقم (٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>