للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحف، ويروونها للأمم البائدة وغيرهم"١. من ذلك ما نسبوه من شعر إلى "معاوية بن بكر"، وكان في أيام عاد، مقيما بظاهر مكة خارجًا من الحرم، زعموا أنه قاله لما استثقل طول مكث وفد "عاد" وفيه "لقمان بن عاد" عليه، وألهمه إلى قينتيه لتغنيا به أمام الوفد، وهو:

ألا يا قيل ويحك قم فهينم ... لعل الله يسقينا غماما

فيسقي أرض عاد إنّ عادا ... قد أمسوا لا يبينون الكلاما

من العطش الشديد فليس نرجو ... به الشيخ الكبير ولا الغلاما

وقد كانت نساؤهم بخير ... فقد أمست نسائهم عياما

وإن الوحش تأتيهم جهارا ... ولا تخشى لعادي سهاما

وأنتم ههنا فيما اشتهيتهم ... نهاركم وليلكم التماما

فقبح وفدكم من وفد قوم ... ولا لُقُّوا التحية والسلاما

فأجابه جلهمة بن الخيبري:

أبا سعد فإنك من قبيل ... ذوي كرم وأمك من ثمود

فإنا لن نطيعك ما بقينا ... ولسنا فاعلين لما تريد

أتأمرنا لنترك آل رفد ... وزمل وآل صد والعبود

ونترك دين آباء كرام ... ذوي رأي ونتبع دين هود٢

ومن ذلك ما نسبوه من شعر إلى "مرثد بن سعد بن عفير" زعموا أنه قاله حين سمع خبر هلاك عاد، إذ قال:

عصت عاد رسولهم فأمسوا ... عطاشًا ما تبلهم السماء

وسير وفدهم شهرا ليسقوا ... فأردفهم من العطش العماء

بكفرهم بربهم جهارًا ... على آثار عادِهِمُ العفاء

ألا نزع الإله حلوم عاد ... فإن قلوبهم فقر هواء


١ الرافعي "١/ ٣٧٥ وما بعدها"، الخزانة "٤/ ٢٠٢"، "بولاق".
٢ الطبري "١/ ٢٢٠ وما بعدها"، "ذكر الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم"، تفسير الطبري "٨/ ١٥٤"، جمهرة أشعار العرب "٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>