فهذه الآية تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه على طريق يوسف -عليه السلام- الذي كان على ملة آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام.
تلك الملة القائمة على الكفر بالطاغوت، والالتزام الدقيق بالتوحيد الخالص والتي بينها يوسف -عليه السلام- بقوله:{قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ}[يوسف:٣٧، ٣٨] .
فهذه الملة هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته أيضاً وأساس دعوتهم، كما قال تعالى:{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل: ١٢٣] .
فدلت آية سورة يوسف على أن طريق النبي صلى الله عليه وسلم يقوم على ثلاثة أمور:
الأول: التوحيد الخالص: القائم على فعل الطاعات واجتناب المحرمات، مع الإخلاص لله في ذلك.