للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوحيد منهج التلقي وتطهيره وإخلاصه للوحي، قضية هامة لها أثرها البارز في وحدة المسلمين الفكرية والسلوكية، كما أن التفريط فيها من أعظم أسباب فرقتهم وشتاتهم.

وهذه الخطوة تعتبر بحق طرف الخيط وبدايته بالنسبة للمهتمين بالدعوة الإسلامية، فإن قدر الله لهم الإمساك بها وجمع الجهود عليها، كانت البداية صحيحة، والنتائج بإذن الله طيبة فعّالة في سبيل تصحيح المفاهيم الخاطئة التي طالماً كانت عائقاً أمام توحيد المسلمين، وإقامة العبودية الحق الجالبة لولاية رب العالمين، فيدخل المسلمون مضمار الكفاح بجهود موحدة وولاية من الله مؤيدة، فيتحقق بهم بذلك ما وعدهم الله من النصر والتمكين.

الاتجاه الثاني: التزكية.

والمراد أن العمل من أجل تحقيق الوحدة الفكرية بين المسلمين في سبيل توحيدهم وتقوية الرابطة الإيمانية بينهم، كما أنه يستلزم التطهير-كما تقدم بيانه- فهو يستلزم أيضاً تزكية الأفراد بنشر العلم بينهم وتلقينهم العقائد الإسلامية بأدلتها، كما دل على ذلك كتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وسار عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

ومن ثم تربيتهم على الأخلاق الفاضلة، والآداب الحميدة، وإعطاء كل فرد ما يحتاج إليه من أحكام الشريعة، لكي يُعبد الحق ويعامل الخلق على بصيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>