للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقل، وفتح باب الشهوة وما توجبه من الدياثة، مما هي من شر الشراب المسكر" ١ فأي مكيدة أعظم من هذه، وأي وسيلة لإبعاد الإنسان عن الخير وإيقاعه في حبائل الشر أبلغ من هذه الوسيلة؟

ومكائد الشيطان بين المسلمين ملموسة مشاهدة، وإغراء المسلمين بتعاطي الخمور وما شابهها من المخدرات -التي هي أبشع آثاراً في هذا المجال منها- كان له أثره السيئ في تفريق كلمة المسلمين وإبعادهم عن دينهم، وفساد عقولهم، وذهاب هيبتهم، وضعف كيانهم وتفكك مجتمعاتهم"٢.

وبعد الإشارة إلى أهم العواطف الفاسدة التي تعود إلى مرض الشهوة والتنبيه على أثرها في دفع صاحبها إلى الأفكار الخبيثة، وإضعاف حصن القلب عن التصدي لها، بعد ذلك، أصل بعون الله تعالى إلى المقصود وهو بيان أثر الإيمان في تخليص القلب منها، واقتلاعها من جذورها، وأبدأ بذكر أثره في تطهير القلب من الشح والحرص على المال.

أثر الإيمان في تطهير القلب من الشح والحرص على المال:

تقدم أن الشح والبخل سلوك مشين ينتج عن داء قلبي هو شدة المحبة


١ مجموع الفتاوى ٣٤/٢١١.
٢ أثر المخدرات على الأمة وسبل الوقاية منها، د. أحمد عطية الغامدي، مجموعة بحوث في المخدرات، البحث الثالث، ص١٩، ٢٠ الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ط الأولى، ١٤١٠هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>