للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال صلى الله عليه وسلم: " ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه "١.

والحرص على المال والشرف مرضان قلبيان يجمعهما حب الدنيا، والقوة والعلو فيها، قال ابن رجب رحمه الله: "وقد تبين ... ذكرنا أن حب المال والرياسة والحرص عليهما يفسد دين المرء، حتى لا يبقى منه إلا ما شاء الله، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وأصل محبة المال والشرف حب الدنيا، وأصل حب الدنيا اتباع الهوى، قال وهب٢ بن منبه: "من اتباع الهوى الرغبة في الدنيا، ومن الرغبة فيها حب المال والشرف، ومن حب المال والشرف استحلال المحارم."وهذا كلام حسن، فإن حب المال والشرف يحمل على الرغبة في الدنيا، وإنما تحصل الرغبة في الدنيا من اتباع الهوى، لأن الهوى داع إلى


١ رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، المسند ٣/٤٥٦، ٤٦٠ مسند كعب بن مالك. ورواه الترمذي، كتاب الزهد، ح٢٣٧٦ ٤/٥٨٨، وقال:"هذا حديث حسن صحيح"، وللحديث شواهد ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد وحكم على كل منها ١٠/٢٥٠.وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ٢/٢٩٠.
٢ الإمام العلامة وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار الصنعاني، أحد التابعين أخذ عن ابن عباس، وأبي سعيد بن بشير وغيرهم توفي سنة عشر ومائة. انظر: سير أعلام النبلاء ٤/٥٤٤، والبداية والنهاية ٩/٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>