للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العواطف الفاسدة والشهوات المحرمة ثغرة في حصن القلب تردي صاحبها، ويتسلل من خلالها الشيطان لإهلاك الإنسان، وقد يقع الإنسان في المهالك بسبب جريانه لإشباع شهوة من هذه الشهوات، حيث إن الشهوات هي أصول المعاصي والدافع إليها، وهي تختلف عن الران الناتج عن المعاصي، فإن الشهوة تسبق الفعل، وهي صفة لازمة، أما الران فهو أثر المعصية، وناتج عنها.

فمن هذه النصوص قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ} [الأعراف:١٧٥-١٧٧] .

فهذا نبأ عظيم أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على أمته ويقصه عليهم رجاء أن يتفكروا فيه وينتفعوا به.

فهذه قصة رجل آتاه الله العلم والآيات البينات، وكان حقه أن يتولاه الله ويزيده هدى لو عمل بموجب ذلك العلم، كما قال: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} [المائدة:١٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>