أى: إذا أردت القراءة، وهو كثير قد مر فى هذا الكتاب. وقد أفردنا له فى الخصائص بابا قائما برأسه.
***
{وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}(١٤٤) ومن ذلك قراءة حطّان بن عبد الله: «وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله رسل»، وكذلك هى فى مصحف ابن مسعود.
قال أبو الفتح: هذه القراءة حسنة فى معناها؛ وذلك أنه موضع اقتصاد بالنبى صلى الله عليه وسلم وإعلام أنه لا يلزم ذمته ممن يخالفه تبعة؛ لقوله تعالى:{وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}، وقوله:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}؛ وقوله:{إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}، وقوله:{أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ}.
ومعلوم أن «إنما» موضوعة للاقتصاد والتقليد، ألا ترى إلى قوله تعالى:{إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ}؟ فهذا كقوله:{ما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ}، وقوله:
{وَقَلِيلٌ ما هُمْ}، وقوله:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ}. فلما كان موضع اقتصاد به، وفكّ ليد الذمّ عن ذمته، وكان من مضى من الأنبياء عليهم السلام فى هذا المعنى مثله-لاق بالحال تنكير ذكرهم بقوله:«قد خلت من قبله رسل».
وذلك أن التنكير ضرب من الكف والتصغير، كما أن التعريف ضرب من الإعلام