وَلما مَاتَ المعتصم قَالَ ابْن الزيات يرثيه
(قد قلت إِذْ غيبوه وَانْصَرفُوا ... فِي خير قبرٍ لخير مدفونِ)
(لنْ يجْبر الله أُمة فقدَتْ ... مثلك إِلَّا بِمثل هرون) // المنسرح //
فَقَالَ دعبل يُعَارضهُ
(قد قلت إِذْ غيبوه وَانْصَرفُوا ... فِي شرّ قَبرٍ لشرِّ مدفونِ)
(اذهبْ إِلَى النَّار وَالْعَذَاب فَما ... خلتكَ إِلَّا من الشياطينِ)
(مَا زلتُ حَتَّى عقَدْتَ بيعةَ منْ ... أضَرَّ بِالْمُسْلِمين وَالدّين) // المنسرح //
وَحدث مُحَمَّد بن جريرٍ قَالَ أَنْشدني عبد الله بن يَعْقُوب هَذَا الْبَيْت وَحده لدعبل يهجو بِهِ المتَوَكل وَمَا سَمِعت لَهُ غَيره فِيهِ
(ولستُ بقائلٍ بدعا ولكنْ ... لأمرٍ مَا تعبدك العبيد) // الوافر //
قَالَ يرميه فِي هَذَا الْبَيْت بالأبنة
وَحدث مُحَمَّد بن جرير قَالَ كنت مَعَ دعبل بالصيمرة وَقد جَاءَنَا نعي المعتصم وَقيام الواثق فَقَالَ لي دعبل أَمَعَك مَا تكْتب فِيهِ قلت نعم فأخرجت قرطاساً فأملى عَليّ بديها
(الْحَمد لله لَا صبرٌ وَلَا جلدُ ... وَلَا عزاءٌ إِذا أهلُ البلا رقدُوا)
(خليفةٌ ماتَ لم يحزن لَهُ أحد ... وَآخر قامَ لم يفرح بِهِ أحدُ) // الْبَسِيط //
وَكَانَ الْمَأْمُون قد تطلب دعبلاً وجد فِي ذَلِك وَهُوَ طَائِر على وَجهه حَتَّى دس إِلَيْهِ قَوْله
(علم وتحكيمٌ وشيب مَفَارق ... تطميسُ ريعان الشَّبَاب الرائقِ)
(وإمارةٌ فِي دولةٍ ميمونةٍ ... كَانَت على اللَّذَّات أَشغبَ عائقِ)