ابْن مطير الْأَسدي
(أَيْن أهلُ القِبابِ بالدَهْناء ... أَيْن جيرانُنا على الأحْسَاء)
(فارقونا وَالْأَرْض ملبسة نور ... الأقاحي تُجَادُ بالأنْوَاءِ)
(كلَّ يَوْم بأقْحُوَانٍ جديدٍ ... تضحَكُ الأرضُ من بكاء السَّمَاء) // الْخَفِيف //
وروى عَن أبي الْعَبَّاس الْمبرد أَنه قَالَ اخذ ابْن مطير قَوْله تضحك الأَرْض من بكاء السَّمَاء من قَول دُكَيْن الراجز
(جُنَّ النباتُ فِي ذُراها ورَكا ... وضَحِكَ المزنُ بِهِ حَتَّى بَكَى) // الرجز //
وَقَالَ أَبُو هفان أنشدت يَوْمًا بعض الْبَصرِيين الحمقاء قَول دعبل ضحك المشيب بِرَأْسِهِ فَبكى فَجَاءَنِي بعد أَيَّام فَقَالَ قد قلت أحسن من الْبَيْت الَّذِي قَالَه دعبل فَقلت يَا هَذَا وَأي شَيْء قلت فتمنع سَاعَة ثمَّ قَالَ
(قَهْقَه فِي رأسِهِ القتير ... ) // الرجز //
وَقد تداول الشُّعَرَاء معنى بَيت دعبل فَمِنْهُ قَول الراضي الْقُرْطُبِيّ
(ضحك المشيب بِرَأْسِهِ ... فَبَكى بأعينِ كأسِهِ)
(رجل تخونه الزَّمَان ... ببُوسِهِ وببأسِهِ)
(فجرَى على غُلَوَائِهِ ... طَلْقَ الجموحُ بفأسِهِ)
(أخذا بأوفَرِ حَظِّه ... لرجائه من يأسه) // من مجزوء الْكَامِل //
وَمِنْه أَيْضا قَول ابْن نباتة الْمصْرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى
(تَبسُّمُ الشيب بذقْن الْفَتى ... يوجِبُ سَحَّ الدمع من جَفْنهِ)
(حسبُ الْفَتى بعد الصبذلة ... أَن يضْحك الشيب على ذقنه) // السَّرِيع //
ولمؤلفه رَحمَه الله تَعَالَى أَيْضا فِي هَذَا الْمَعْنى