للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

اشتقاق مغازة:

وَذَكَرَ حَدِيثَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ فِي مَسِيرِهِ مَعَ قُرَيْشٍ إلَى الْكَاهِنَةِ، وَذَكَرَ الْمَفَاوِزَ الّتِي عَطِشُوا فِيهَا. الْمَفَاوِزُ: جَمْعُ مَفَازَةٍ، وَفِي اشْتِقَاقِ اسْمِهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ. رُوِيَ عَنْ الْأَصْمَعِيّ أَنّهَا سُمّيَتْ مَفَازَةً عَلَى جِهَةِ التّفَاؤُلِ لِرَاكِبِهَا بِالْفَوْزِ وَالنّجَاةِ، وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيّ أَنّهُ قَالَ: سَأَلْت أَبَا الْمَكَارِمِ: لِمَ سُمّيَتْ الْفَلَاةُ مَفَازَةً؟

فَقَالَ: لِأَنّ رَاكِبَهَا إذَا قَطَعَهَا وَجَاوَزَهَا فَازَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهَا: مَهْلَكَةٌ لِأَنّهُ يُقَالُ: فَازَ الرّجُلُ، وَفَوّزَ وَفَادَ وَفَطَسَ: إذَا هَلَكَ. وَذُكِرَ فِي غَيْرِ رِوَايَةِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- ثُمّ اُدْعُ بِالْمَاءِ الرّوِيّ غَيْرِ الْكَدَرِ يُقَالُ: مَاءٌ رِوَى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ، وَرَوَاءٌ بالفتح والمد «١» وفيه:


- وأحمد وغيرهم من خمسة طرق، وعن جابر بن عبد الله من أربعة طرق، وعن ابن مسعود عند البخارى والترمذى، وعن ابن عباس عند أحمد والطبرانى من طريقين.... وأما تكثير الماء بأن يلمه بيده، أو يتفل فيه، أو يأمر بوضع شىء فيه كسهم من كنانته. فجاء فى حديث عمران بن حصين فى الصحيحين، وعن البراء بن عازب عند البخارى وأحمد من طريقين، وعن أبى قتادة عند مسلم، وعن أنس عند البيهقى فى الدلائل.. وأما من رواها من أهل القرن الثانى فهم أكثر عددا، وإن كان شطر طرقه إفرادا» انتهى ما فى الفتح ص ٤٥٦ ج ٦ وانظر مجمع الزوائد للهيتمى. وأقول: كل ما يحدث هو بأمر الله سبحانه، ولا يستطيع مسلم أن ينكر أن الله سبحانه فجر الماء لموسى من الحجر، وقال لعيسى عن المائدة: «إنى منزلها عليكم» والله الذى من بذلك قادر على أن يمن بهذا. وموقفنا الإذعان، والإيمان بأنه من قدرة الله وإذنه، لا من قدرة نبى أو ولى، ولا بإذنه ولا بأمره.
(١) روى كغنى، وروى مثل: إلى، ورواء مثل سماء: كثير مرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>