(أَنِّي اهتديت فَلَا اهتديت وبيننا ... سور عَليّ من الظلام وَخَنْدَق)
(ومطلحون لَهُم بِكُل ثنية ... ملقى وسادته الثرى والمرفق)
(أبغاة هَذَا الْمجد إِن مرامه ... دحض يزل بطالبيه ويزلق)
(لَا تحرجوا هذي الْبحار فَرُبمَا ... كَانَ الَّذِي يروي المعاطش يغرق)
(ودعوا مجاذبة الْخلَافَة إِنَّهَا ... أرج بِغَيْر ثِيَابهمْ لَا يعبق)
(وأبوكم الْعَبَّاس مَا استسقى بِهِ ... بعد الْقنُوط قبائل إِلَّا سقوا)
(بعج الْغَمَام بدعوة مسموعة ... فَأَجَابَهُ شَرق البوارق مغرق)
(لله يَوْم أطلعتك بِهِ الْعلَا ... علما يزاول بالعيون ويرشق)
(لما سمت بك غرَّة مرموقة ... كَالشَّمْسِ تبهر بالضياء وترمق)
(وبرزت فِي برد النَّبِي وللهدى ... نور على أسرار وَجهك مشرق)
(وعَلى السَّحَاب الجون لَيْث مُعظما ... ذَاك الرِّدَاء وزر ذَاك اليلمق)
(وَكَأن دَارك جنَّة حصباؤها الجادي أَو أنماطها الإستبرق ... )
(فِي موقف تغضي الْعُيُون جلالة ... فِيهِ ويعثر بالْكلَام الْمنطق)
(وَالنَّاس إِمَّا شاخص متعجب ... مِمَّا يرى أَو نَاظر متشوق)
(مالوا إِلَيْك محبَّة فتجمعوا ... وَرَأَوا عَلَيْك مهابة فَتَفَرَّقُوا)
(وطعنت فِي غرر الْكَلَام بفيصل ... لَا يسْتَقلّ بِهِ السنان الْأَزْرَق)
(وَأَنا الْقَرِيب إِلَيْك فِيهِ ودونه ... لندى عَدوك طود عز أعبق)
(عطفا أَمِير الْمُؤمنِينَ فإننا ... فِي دوحة العلياء لَا نتفرق)