وافر الْعقل حسن السمت متبحر فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع بَالغ فِي الطّلب حَتَّى صَار يضْرب بِهِ الْمثل وأجهد نَفسه فِي الطَّاعَة وَالْعِبَادَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا بارعا حجَّة متبحرا فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة بَصيرًا بِالْمذهبِ ووجوهه خَبِيرا بأصوله عَارِفًا بالمذاهب جيد الْمَادَّة من اللُّغَة والعربية حَافِظًا للْحَدِيث متفننا فِيهِ حسن الضَّبْط كَبِير الْقدر وافر الْحُرْمَة مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من الدَّين وَالْعِبَادَة والتنسك والصيانة والورع وَالتَّقوى وَكَانَ عديم النظير فِي زَمَانه وَكَانَ حسن الإعتقاد على مَذْهَب السّلف يرى الْكَفّ عَن التَّأْوِيل ويؤمن بِمَا جَاءَ عَن الله تَعَالَى وَرَسُوله على مرادهما وَلَا يَخُوض وَلَا يتعمق وَكَانَ مُعظما فِي النُّفُوس حسن البزة كثير الهيبة يتأدب مَعَه السُّلْطَان فَمن دونه قَالَ بَعضهم ويحكى عَنهُ أَنه قَالَ مَا فعلت صَغِيرَة فِي عمري توفّي بِدِمَشْق فِي حِصَار الخوارزمية فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة بطرفها الغربي على الطَّرِيق وَمن تصانيفه مُشكل الْوَسِيط فِي مُجَلد كَبِير نكت على مَوَاضِع مُتَفَرِّقَة وأكثرها فِي الرّبع الأول وَكتاب الْفَتَاوَى كثير الْفَائِدَة وعلوم الحَدِيث وَكتاب أدب الْمُفْتِي والمستفتي نكت على الْمُهَذّب وفوائد الرحلة وَهِي أَجزَاء كَثِيرَة مُشْتَمِلَة على فَوَائِد غَرِيبَة من أَنْوَاع الْعُلُوم نقلهَا فِي رحلته إِلَى خُرَاسَان عَن كتب غَرِيبَة وطبقات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة وَاخْتَصَرَهُ النَّوَوِيّ واستدرك عَلَيْهِ وأهملا فِيهِ خلائق من الْمَشْهُورين فَإِنَّهُمَا كَانَا يتتبعان التراجم الغريبة وَأما الْمَشْهُورَة فإلحاقها سهل فاخترمتهما الْمنية رَضِي الله عَنْهُمَا قبل إِكْمَال الْكتاب وَشرح قِطْعَة من صَحِيح مُسلم اعتمدها النَّوَوِيّ فِي شَرحه وَعند فراغها قل عمله وَله مصنفات فِي مسَائِل مُفْردَة رَحمَه الله تَعَالَى نقل عَنهُ فِي مَوَاضِع من كتاب الْحَج وَمن كتاب الْوَقْف وَغير ذَلِك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute