الزَّرْكَشِيّ ولد سنة ٧٤٥ وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي وَالشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ ولازمه وَلما ولي قَضَاء الشَّام اسْتعَار مِنْهُ نسخته من الرَّوْضَة مجلدا بعد مُجَلد فعلقها على الهوامش من الْفَوَائِد فَهُوَ أول من جمع حَوَاشِي الرَّوْضَة للبلقيني وَذَلِكَ فِي سنة ٦٩ وملكتها بِخَطِّهِ ثمَّ جمعهَا القَاضِي ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قبل أَن يقف على الزركشية فَلَمَّا أعرتها لَهُ انْتفع بهَا فِيمَا كَانَ قد خَفِي من أَطْرَاف الهوامش فِي نُسْخَة الشَّيْخ وَجعل لكل مَا زَاد على نُسْخَة الزَّرْكَشِيّ زايا وعني الزَّرْكَشِيّ بالفقه وَالْأُصُول والْحَدِيث فأكمل شرح الْمِنْهَاج واستمد فِيهِ من الاذرعي كثيرا وَكَانَ رَحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن ابْن كثير فِي الحَدِيث وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره ومدحه ببيتين ثمَّ توجه إِلَى حلب فَأخذ عَن الاذرعي ثمَّ جمع الْخَادِم على طَرِيق الْمُهِمَّات فاستمد من التَّوَسُّط للاذرعي كثيرا لكنه شحنه بالفوائد الزَّوَائِد من الْمطلب وَغَيره وَجمع فِي الْأُصُول كتابا سَمَّاهُ الْبَحْر فِي ثَلَاثَة أسفار وَشرح عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَجمع الْجَوَامِع للسبكي وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ فَتَركه مسودة وقفت على بَعْضهَا ولخص مِنْهُ التَّنْقِيح فِي مُجَلد وَشرح الْأَرْبَعين للنووي وَولي مشيخة كريم الدّين وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي منزله لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد إِلَّا إِلَى سوق الْكتب وَإِذا حَضَره لَا يَشْتَرِي شَيْئا وَإِنَّمَا يطالع فِي حَانُوت الكتبي طول نَهَاره وَمَعَهُ ظُهُور أوراق يعلق فِيهَا مَا يُعجبهُ ثمَّ يرجع فينقله إِلَى تصانيفه وَخرج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَمَشى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute