بعد سنة ثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ شُجَاع الدّين عمر بن مُحَمَّد بن حسن كَانَت الرياسة لِعَمِّهِ الشَّيْخ عفيف الدّين الْمُقدم الذّكر وَكَانَ هَذَا مشتغلا بِالتِّجَارَة فِي زمَان عَمه فَلَمَّا توفّي عَمه ترك ذَلِك وَاعْتَكف واجتهد بِالذكر وَالدُّعَاء والتلاوة.
وَأَخْبرنِي القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن دَاوُد الوحصي أَنه حكى لَهُ الشَّيْخ شُجَاع الدّين أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر عمره وَأَنه استجار بِهِ من النَّار وَلَزِمَه قَالَ فَدَعَا لَهُ بِدُعَاء كثير وَقبل يَده ثمَّ توفّي قريب سنة أَرْبَعِينَ وثمانمئة
وَمن المتوفين بجبل صَبر الشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن عُثْمَان الْمَشْهُور جفيقة كَانَ عابدا زاهدا مُجْتَهدا بِأَفْعَال الْخَيْر وَظَهَرت لَهُ كرامات مِنْهَا دعاؤه على من مَنعه إِجْرَاء المَاء إِلَى الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته
وَمن المتوفين هُنَالك الْحَاج الصَّالح جمال الدّين مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْخُرَاسَانِي هُوَ من الْعباد والزهاد والطوافين فِي الْبلدَانِ لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة وزيارة قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل الْقُدس وَرَأى من الْعَجَائِب أنواعا وَلما وَفد الْيمن لم يكن لَهُ مَكَان يسْتَقرّ بِهِ بل دأبه التنقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَظَهَرت لَهُ كرامات وَكَانَ لَا يفتر لِسَانه عَن ذكر الله تَعَالَى والتلاوة قَاعِدا وماشيا وَفِي سفر وَحضر إِلَّا نَادرا كمحادثة صديق وَنَحْو ذَلِك