رَمَضَان وَقيل التَّاسِع عشر مِنْهُ وَالْأول أصح وَلما وصل ضَمْضَم إِلَى مَكَّة وَفعل مَا فعل وحثهم على الْخُرُوج فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش اللطيمة اللطيمة أَمْوَالكُم مَعَ أبي سُفْيَان قد عرض لَهَا مُحَمَّد وَأَصْحَابه لَا أرى أَن تدركوها الغوثَ الغوثَ طلع أَبُو جهل على ظهر الْكَعْبَة فَنَادَى النجاءَ النَّجَاء على كل صَعب وَذَلُول عِيركُمْ وَأَمْوَالكُمْ إِن أَصَابَهَا مُحَمَّد لن تُفْلِحُوا إِذن أبدا فتجهز النَّاس سرَاعًا وَقَالُوا أيظن مُحَمَّد وَأَصْحَابه أَن تكون كعير ابْن الْحَضْرَمِيّ كلا وَالله ليعلمن غير ذَلِك وَقَوْلهمْ كعير ابْن الْحَضْرَمِيّ يشيرون بذلك إِلَى العير الَّتِي غنمها عبد الله بن جحش فِي سيرته إِلَى بطن نَخْلَة الْمُتَقَدّم ذكرهَا فِي حوادث السّنة الأولى قبل هَذِه السّنة فَكَانُوا بَين رجلَيْنِ إِمَّا خَارج أَو باعث مَكَانَهُ وأوعبت قُرَيْش وَلم يتَخَلَّف من أَشْرَافهَا أحد إِلَّا أَن أَبَا لَهب بن عبد الْمطلب تخلف وَبعث مَكَانَهُ العَاصِي بن هِشَام بن الْمُغيرَة كَانَت لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم أفلس بهَا فاستأجره بهَا على أَن يَجْزِي عَنهُ قَالَ ابْن إِسْحَاق وحَدثني عبد الله بن أبي نجيح أَن أُميَّة بن خلف كَانَ قد أجمع الْقعُود وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا جسيماً فَأَتَاهُ عقبَة بن أبي معيط وَهُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد بَين ظهراني قومه بمجمرة يحملهَا فِيهَا نَار حَتَّى وَضعهَا تَحت ثَوْبه ثمَّ قَالَ لَهُ يَا أَبَا صَفْوَان استجمر فَإِنَّمَا أَنْت من النِّسَاء فَقَالَ قبحك الله وقبح مَا جِئْت بِهِ ثمَّ تجهز وَخرج مَعَ النَّاس وَلما فرغوا من جهازهم وَأَجْمعُوا على الْمسير ذكرُوا مَا بَينهم وَبَين بني بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة من الْحَرْب والعداوة وَقَالُوا نخشى أَن يَأْتُونَا من خلفنا وَكَاد ذَلِك أَن يثبطهم ويثنيهم فتمثل لَهُم إِبْلِيس فِي صُورَة سراقَة بن مَالك بن جعْشم وَكَانَ من أَشْرَاف كنَانَة وَقَالَ لَهُم أَنا جَار لكم من أَن تَأْتيكُمْ كنَانَة من خلفكم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute