للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في شعاع الشمس الداخل في النافذة قاله في النهاية (١)، فهذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة وإعادتها في القيامة كما يُعاد أهل التكليف من الآدميين وكما تُعاد الأطفال والمجانين ومن لم تبلغهم دعوة، وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة. قال اللَّه تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥)} (٢)، وإذا ورد لفظ الشرع ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع وجب حمله على ظاهره. قال العلماء: وليمس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب. وأما القصاص من القرناء للجماء فليس هو من قصاص التكليف إذ لا تكليف عليها بل هو قصاص مقابلة واللَّه أعلم، وتقدم شيء من ذلك في الفصل قبله.

لطيفة لها تعلق بالقصاص في عجائب المخلوقات: عن موسى بن عمران -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه اجتاز بعين ماء في سفح جبل فتوضأ منها ثم ارتقى ليصلي إذْ أقبل فارس فشرب من ماء العين وترك عندها كيسا فيه دراهم فجاء بعده راعي غنم فرآى الكيس فأخذه ومضى ثم جاء بعده شيخ عليه أثر البؤس على رأسه حزمة حطب فوضعها هناك واستلقى ليستريح فما كان إلا قليلا حتى عاد الفارس يطلب كيسه فلم يجده فأقبل على الشيخ يطالبه به ولم يزل يضربه حتى قتله. فقال موسى: يا رب كيف العدل في هذه الأمور؟ فأوحى اللَّه تعالى


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٥٧).
(٢) سورة التكوير، الآية: ٥.