للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بضفدع قد خرج من الماء فاحتملها على ظهره وعبر بها إلى الجانب الآخر.

قال ذو النون: فاتزرت بمئزر ونزلت في الماء فلم أزل أرقيها إلى أن أتت الجانب الآخر فصعدت ثم سعت وأنا أتبعها إلى أن أتت شجرة كثيرة الأغصان كثيرة الظل وإذا غلام أمرد نائم تحتها وهو مخمور فقلت: لا قوة إلا بالله أتت العقرب من ذلك الجانب للدغ هذا الفتى فإذا أنا بتيس أقبل يريد قال الفتى فظفرت العقرب ولزمت دماغه حتى قتلته ورجعت إلى الماء وعبرت على ظهر الضفدع إلى الجانب الآخر فأنشأ ذو النون يقول:

يا راقدا، والجليل يحفظه ... من كل سوء يكون في الظلم

كيف تنام العيون عن ملك ... تأتيك منه فوائد النعم

قال: فانتبه الفتى على كلام ذي النون فأخبره الخبر فتاب ونزع أثواب اللهو ولبس أثواب السياحة وسامح ومات على تلك الحال (١)؛ وروى أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - لما أتى إلى غار ثور مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبق إلى دخوله فانبطح فيه وألفى نفسه فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: لم فعلت هذا؟ قال: لأن هذه القيران تكون فيها الهوام المؤذية فأحببت إن كان فيها شيء أن أقيك بنفسي، وقيل: كان عليه برد ثمين فمزقه وحشى به الحجر فبقي حجران فسدهما بعقبيه - رضي الله عنه - (٢).


(١) حياة الحيوان (٢/ ١٨٨ - ١٨٩).
(٢) حياة الحيوان (٢/ ٥١٣).