للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نيران الشهوة وسكون تعالى الصدر وإشراف نور التعظيم فى القلب (١)، وقال بعضهم: الخشوع حالة في القلب يظهر أثرها على الجوارح من الإخبات والسكون (٢)، وقال الإمام فخر الدين: اختلفوا في الخشوع فمنهم من جعله من أفعال القلوب كالخوف فإذا خشع القلب خشعت الجوارح لأنه ملكها، ومنهم من جعله من أفعال الجوارح كالسكون، ومنهم من قال إنه مجموع الأمرين وهو أولى (٣) ولا يختص بالصلاة، فقد روي عن بعضهم أنه لم يرفع يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة حياء من الله تعالى (٤).

وروى الترمذي الحكيم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا يبعث بالهيئة في الصلاة فقال "لو يخشع قلب هذا لخشعت جوارحه" ونظر الحسن إلى رجل يعبث بالحصى ويقول: اللهم زوجني من الحور العين، فقال: بئس الخاطب أنت أنت تخطب [الحور العين] و [أنت] تعبث [بالحصي] (٥)، وكان بعض الصالحين يقول أعوذ بالله من خشوع النفاق فقيل وما خشوع النفاق قال أن يرى البدن خاشعا والقلب غير خاشع (٦).

[وقال حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من


(١) مدارج السالكين (١/ ٥١٦).
(٢) تفسير القرطبي (١/ ٣٧٤).
(٣) تفسير الرازي (٢٣/ ٢٥٩)، والنجم الوهاج (٢/ ١٧٨).
(٤) إحياء علوم الدين (١/ ١٧١).
(٥) إحياء علوم الدين (١/ ١٥١).
(٦) مدارج السالكين (١/ ٥١٧).