والمثل الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الْأَمِير هُوَ مَا خرجه أَبُو عَليّ مُحَمَّد بن سعيد الْحَرَّانِي الْمَذْكُور فِي " التَّارِيخ "، فَقَالَ: حَدثنَا هِلَال بن الْعَلَاء، حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان الْكلابِي، حَدثنَا صَالح الحوري جد الحوريين - قَالَ هِلَال: من قَرْيَة بَيْننَا وَبَين بالس يُقَال لَهَا: حورة - قَالَ: كنت فِي الْمَسْجِد إِلَى جنب أبي المُهَاجر الْكلابِي، فَقَرَأَ علينا كتاب بعض الْخُلَفَاء على الْمِنْبَر يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر، أَو كَالَّذي قَالَ: فِيهِ، فَلَمَّا فرغ من قِرَاءَة الْكتاب ضرب على فَخذي، وَقَالَ: يَا عبد - وَكَانَت كَلمته - اتدري مَا مثلنَا وَمثل صَاحب هَذَا الْكتاب؟ مثل ذِئْب خرج يعس بِاللَّيْلِ، فَوقف على بَاب، فَإِذا صبي فِي الدَّار يبكي، وامه تَقول لَهُ: اسْكُتْ وَإِلَّا القيتك إِلَى الذِّئْب، وَالصَّبِيّ يتمادى فِي الْبكاء، وَالذِّئْب ينْتَظر حَتَّى فضحه الصُّبْح، فولى مُدبرا، فَلَقِيَهُ ذِئْب آخر، فَقَالَ: ايْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: إِلَى أهل هَذِه الْقرْيَة. فَقَالَ لَهُ: لَا تأتهم، فَإِنَّهُم اكذب قوم على وَجه الأَرْض.
قَالَ: وبجيم مَضْمُومَة وزاي: الجُوْزي.
قلت: لم يذكر المُصَنّف من هَذِه النِّسْبَة احدا، وَهِي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة جوزة من بلد الهكارية من أَعمال الْموصل، مِنْهَا: أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجَوْزِيّ، روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن عبد الْوَارِث الشِّيرَازِيّ، سمع مِنْهُ بجوزة.