للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختصةً بالصفة، ولا صفةَ هنا.

ع: ولا صلةَ؛ لأنها مفردة (١).

فتعيَّن التعريفُ والتمامُ.

ثم اختَلف س والكِسَائيُّ، فقال الكِسَائيُّ (٢): المخصوصُ "ما" أخرى مقدرةٌ، والمحقِّقون من أصحاب س يقدِّرون: نِعْمَ الشيءُ شيءٌ صنعت، فيقدِّرون موصوفًا، لا موصولًا.

ويقوِّي تعريفَ "ما" هذه: كثرةُ الاقتصار عليها كـ: غَسَلته غَسْلًا نِعِمَّا (٣)، ولا يُقتصر على النكرة بعد "نِعْمَ" إلا نادرًا، كقوله (٤):

بِئْسَ امْرَأً وَإِنَّنِي بِئْسَ المَرَهْ (٥)

في "شرح الكافِية" (٦) أنَّ قول الزَّمَخْشَريِّ ذهب إليه كثيرٌ من المتأخرين، وأنَّ القول بأن "ما" فاعلةٌ، وأنها معرفة تامة ظاهرُ قولِ س (٧)، وصرَّح به ابنُ خَرُوفٍ (٨)، وسبقه إلى ذلك السِّيرَافيُّ (٩)، وجعل منه: إنِّي ممَّا أَنْ أفعلَ، أي: من الأمر أَنْ أفعلَ، فـ"أَنْ أفعلَ" مبتدأٌ، و"من الأمر" خبرٌ، والجملةُ خبرُ "إنِّي"، ومثلُ قولِ السِّيرَافيِّ قال س،


(١) انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول.
(٢) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٥٧.
(٣) قول للعرب، تقدَّم قريبًا.
(٤) لم أقف له على نسبة.
(٥) بيت من مشطور الرجز، تقدم مع بيتٍ قبله قريبًا.
(٦) شرح الكافية الشافية ٢/ ١١١١.
(٧) الكتاب ١/ ٧٣.
(٨) ينظر: شرح التسهيل ٣/ ١٢، ومغني اللبيب ٣٩١، ٣٩٢.
(٩) شرح كتاب سيبويه ١١/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>