للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ) بالجر أيضًا، والإبرار بكسر الهمزة إفعال من البر خلاف الخبث، يقال: أبر القسم إذا صدقه، ويرى إبرار المُقْسِم بضم الميم، وسكون القاف، وكسر السين، قيل: هو تصديق من أقسم عليك، وهو أن يفعل ما سأله الملتمس، وأقسم عليه أن يفعله، وقال الطيبيُّ: المرادُ من المقسم الحالف، ويكون المعنى: أنه لو حلف أحد على أمر مستقبل، وأنت تقدر على تصديق يمينه، كما لو أقسم أن لا يفارقك حتَّى تفعلَ كذا، وأنت تستطيعُ فِعْلَهُ؛ فأفعل؛ لئلا يحنث في يمينيه (١).؛ وهو خاصٌ فيما يحل، وهو من مكارمِ الأخْلاقِ؛ فإن ترتب على تركه مصلحة؛ فلا، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه - في قصة تعبير الرؤيا: " لا تقسم، حين قال: أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني بالذي أصبت" (٢).

[٨٤ أ/س]

(وَرَدِّ السَّلَامِ) وهو فرض على الكفاية، وفي التوضيح ردُّ السلام فرض على الكفاية عند مالك والشافعي، وعند الكوفيين فرض عين على كلِّ أحد من الجماعة (٣)، وقال صاحب المعونة: الابتداء بالسَّلام /سنة، ورده آكد من ابتدائه (٤). وأقله: السلام عليكم، وقال أصحابنا: ردُّ السَّلام فريضة على كل من سمع السلام؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين (٥)، والتسليم سنة، وثواب المُسَلِّم أكثر، ولا يصح الرد حتى يسمعه المسلم إلا أن يكون أصم؛ فينبغي أن يرد عليه بتحريك شفتيه، وكذلك تشميت العاطس.


(١) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى بـ (الكاشف عن حقائق السنن)، شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (٧٤٣ هـ) د. عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز (مكة المكرمة -الرياض) الطبعة: الأولى، ١٤١٧ هـ -١٩٩٧ م (٤/ ١٣٣٢).
(٢) صحيح مسلم، كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا (٤/ ١٧٧٧) (٢٢٦٩)، وسنن التِّرْمذي، كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النَّبي - صلى الله عليه وسلم - الميزان والدلو (٤/ ٥٤٢)، (٢٢٩٣).
(٣) التوضيح (٩/ ٣٩٤).
(٤) المعونة على مذهب عالم المدينة، القاضي أبي محمد عبدالوهاب علي بن نصر المالكي، دار الكتب العلمية، بيروت _ لبنان، الطبعة الأولى، ١٤١٨ هـ ١٩٩٨ م، (٢/ ٥٧٠).
(٥) المبسوط، شمس الدين السرخسي، دار المعرفة، بيروت (٣٠/ ٢٧٤).