للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مروان الأموي, ولي الأمر بعد والده عبدالملك بن مروان الأموي سنة ست وثمانين, وكان أكبر ولد عبد الملك، وكانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر، وكانت وفاته يوم السبت منتصف جمادى الآخرة من سنة ست وتسعين بدمشق، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، وحمل على أعناق الرجال ودفن بمقابر باب الصغير، وقيل: بباب الفراديس (١)، ثم بعد وفاته بويع بالخلافة لأخيه سليمان بن عبد الملك، وكان سليمان بالرملة.

والسبب في ذلك ما رواه أبو بكر الآجري من طريق شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة قال: أخبرني أبي، قال: كان الناس يصلون إلى القبر، فأمر به عمر بن عبد العزيز فرفع حتى لا يصلي إليه أحد, فلما هدم بدت قدم بساق وركبة، ففزع عمر بن عبد العزيز فأتاه عروة فقال: هذا ساق عمر وركبته - رضي الله عنه -، فسُرِّي عن عمرَ بن عبد العزيز (٢).

وروى الآجري من طريق مالك بن مغول عن رجاء بن حَيْوَة قال: كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز، وكان قد اشترى حجر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن اهدمها ووسع بها المسجد، فقعد عمر في ناحية ثمَّ أمر بهدمها، فما رأيته باكيًا أكثر من يومئذ، ثم بناه كما أراد، فلما أن بنى البيت على القبر وهدم البيت الأول ظهرت القبور الثلاثة، وكان الرمل الذي عليها قد انهار، ففزع عمر بن عبد العزيز, وأراد أن يقوم فيسويها بنفسه، فقلت له: أصلحك الله، إنك إن قمت قام الناس معك، فلَو أمرت رجلًا أن يصلحها، ورجوت أنه يأمرني بذلك، فقال: يا مزاحم _ يعني مولاه_ قم فأصلحها. قال رجاء: فكان قبر أبي بكر - رضي الله عنه - عند وسط النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعمر - رضي الله عنه - خلف أبي بكر رأسه عند وسطه (٣).

وهذا ظاهره يخالف حديث القاسم فإن أمكن الجمع وإلا فحديث القاسم أصح.


(١) والفراديس: موضع بقرب دمشق. وباب الفراديس: باب من أبواب دمشق، معجم البلدان [الفراديس] (٤/ ٢٤٢).
(٢) الشريعة، أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجُرِّيُّ البغدادي (المتوفى: ٣٦٠ هـ)، المحقق: الدكتور عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي، دار الوطن - الرياض / السعودية، الطبعة: الثانية، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م، باب ذكر صفة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصفة قبر أبي بكر وصفة قبر عمر رضي الله عنهما، (٥/ ٢٣٨٩) (١٨٧١)، وقال: د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي: إسناده: حسن.
(٣) الشريعة، وصفة قبر أبي بكر وصفة قبر عمر رضي الله عنهما، (٥/ ٢٣٩٠) (١٨٧٢) وقال: د. عبد الله بن عمر بن سليمان الدميجي: إسناده: ضعيف.