ومن أسباب النَّجاة: الفرار من الفتن، فهذا نبيّ الله تعالى يوسف - عليه السلام - لمّا دعته امرأة العزيز فَرَّ مِن هذه الفتنة، قال تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ (٢٥)} [يوسف].
والفِرَارُ مِن الفِتَنِ مِن الدِّينِ، فقد عقد البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه باباً، قال:(مِن الدِّينِ الفِرَارُ مِن الفِتَنِ) وذكر فيه حديثاً عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ؛ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ"(١).
ولمّا استشهد الخليفة عثمان - رضي الله عنه -، نزل الصَّحابيُّ الجليل سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -
(١) البخاري "صحيح البخاري" (م ١/ج ١/ص ١٠) كتاب الإيمان.