وقوله:"عند المنارة البيضاء شرقي دمشق". وفي رواية:"ينزل عيسى ببيت المقدس". وفي رواية:"بالأردن". والأول أصحّ.
قال ابن كثير:"هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيتُ في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعلّ هذا هو المحفوظ. . . وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقيه وهذا هو الأنسب والأليق لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين: "يا روح اللَّه تقدّم. فيقول: تقدّم أنت فإنّه أقيمت لك". وفي رواية: "بعضكم على بعض أمراء تكرمة اللَّه هذه الأمّة".
وذكر ابن كثير أنه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبعمائة جدّد المسلمون منارة من حجارة بيض وكان بناؤها من أموال النّصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة، حيث قيّض اللَّه بناء هذه المنارة من أموال النصارى، لينزل عيسى ابن مريم عليها، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم وإلّا قُتل، وكذلك غيرهم من الكفار". انتهى "النهاية""الفتن والملاحم"(١/ ١٤٤ - ١٤٥).
وقوله:"يكون رأس الثور لأحدهم. . . " إشارة إلى فقرهم وفاقتهم لنفاد مؤنهم وهم محاصرون بياجوج ومأجوج.
• عن عبد اللَّه بن عمرو وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدّث به؟ تقولُ: إنّ الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان اللَّه! أو لا إله إلّا اللَّه أو كلمة نحوهما، لقد هممتُ أن لا أحدِّثَ أحدًا شيئًا أبدًا إنّما قلت: إنّكم سترون بعد قليل أمرًا عظيمًا: يُحرق البيتُ ويكون ويكون. ثم قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يخرج الدّجال في أمّتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا، فيبعث اللَّه عيسى ابن مريم كأنّه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، . . . ".
صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٤٠) عن عبيد اللَّه بن معاذ العنبريّ، حدّثنا أبي، حدثنا شعبة، عن النّعمان بن سالم، قال: سمعتُ يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو وجاء رجل، فذكره في حديث طويل.
وقوله:"لا أدري أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا".
هذا التّردّد من عبد اللَّه بن عمرو، لعله لم يضبط من النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- التّفصيلَ الذي في حديث النّواس بن سمعان كما سبق.
ويحتمل أيضًا أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أطلق "أربعين" مرة وسكت، ومرة فصّل ذلك.