أتته بمجلومٍ كأن جبينه ... صلاءة ورس وَسْطها قد تفَلّقا
فاستعمل (وسط) في حال إخراجها عن الظرفية، وجعلها مرفوعة بالابتداء ساكنة السين، وذلك غير جائز في سعة الكلام، بل حكمها إذا أخرجت عن الظرفية أن
تستعمل مفتوحة السين، فيقال: وسط الدار أحر. وإنما تسكن تشبيهاً إذا استعملت ظرفاً، نحو قوله أنشده هشام:
إن الدلال وحسن العفا ... ف وسط بيوت بني الخزرج
وقول الآخر أنشده أحمد بن يحيى:
الشعراء ... فأعلمَنُ أرْبَعَةْ
فشاعر ينشد ... وسط المجمعة
وشاعر لا يرتجى ... لمنفعة
وشاعر يقال ... خمر في دعه
وشاعر آخر ... لا يُجْرَى معه
إلا أن الفرزدق لما أضطر، في حال استعمالها اسماً، إلى التسكين سكن سينها بدلاً من التحريك الذي هو حكمها في سعة الكلام، إجراء لها مجراها إذا استعملت ظرفاً.