وما علينا إذا ما كنت جارتنا ... أن لا يجاورنا إلاك ديار
يريد: إلا إياك، فوضع الضمير المنفصل، وهو الكاف، موضعه للضرورة وقول الآخر:
قَدْ بِتّ أحرسني وحدي ويَمْنَعُنِي ... صوت السبِاع به يَضْبحن والهام
الوجه أن يقول: أحرس نفسي، كما قال تعالى:(إني ظلمت نفسي) فوضع الضمير المتصل موضعه لما اضطر إلى ذلك.
ومنه: وضع صيغة ضمير النصب المنفصل بدل صيغة ضمير الرفع المنفصل المجعول في موضع خفض بكاف التشبيه، وذلك قوله:
فأحْسنْ وأجمل في أسيرك أنه ... ضَعيفُ ولم يأسرْ كإياك آسرُ
يريد: كأنت آسر. فوضع إياك موضع أنت للضرورة. وإنما قضى على (إياك) بأنها في موضع (أنت) لأن الكاف لا تدخل في سعة الكلام على مضمر إلا أن يكون صيغته صيغة ضمير رفع منفصل، نحو قولهم: ما أنا كأنت ولا أنت كأنا.
ومنه عند الفارسي: وضع الفعل بدل المصدر من غير أن يكون على تقدير حذف (أن)، نحو قوله أنشده أبو زيد: