المجتهد: الذي يستعمل في الشيء طاقته، والجاهد: الذي يستسهل في الشيء مشقته، والجابض في السهام: الذي يقع دون الغرض، والصارد: الذي ينفذ في الغرض، ويبل: بمعنى يبالي، حذفت الياء منه للنهي، والألف لكثرة الاستعمال على غير قياس، فقال: فلا يبل، ذكر ذلك سيبويه.
فيقول مشيرا إلى ما مكنه الله من فتح الطرم، والإيقاع بوهسوذان، دون استعمال ما كان يقتضيه مثل هذا الأمر الكبير من الأهبة، وما عهد في مثله من المؤن والكلفة: والأمر لله فيما ينفذه من الأمور ويمكنه، وما يمضيه فيها ويقدره، ورب مجتهد كان الاجتهاد سبب خيبته، ومرديا إلى تعذر بغيته، ورب مترفق في الطلب قد أدرك بعفوه ما لا يدركه المجتهد بجهده.
ثم قال على نحو ما قدمه: ورب متق للسهام في الحرب يحيد عن حابض متأخر ما كان يدركه إلى صادر نافذ يقضي عليه ويهلكه. يشير إلى أن وهسوذان لو اعتصم بالسلم، لتخلص مما أهلك به نفسه في تخير الحرب.
ثم قال مشيرا إلى فناخسرو وركن الدولة أبيه، وما مكنت لهما السعادة من الظفر بوهسوذان دون تعب ولا تمرن: فلا يبل من ظفر بأعاديه، وأدرك من ذلك غاية أمانيه، أنال ذلك عن تعب ومزاولة، أم قربه السعد له بأيسر محاولة. وجعل القيام والقعود كناية عن هذا التفسير.