وَفِيْ «الْسُّنَنِ» عَنْهُ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبيٍّ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، إِلَّا بِالْتَّقْوَى. الْنَّاسُ مِنْ آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ».وَفِيْ «الْصَّحِيْحَيْنِ» عَنْهُ أَنَّهُ قَاْلَ لِقَبِيْلَةٍ قَرِيْبَةٍ مِنْهُ: «إِنَّ آلَ أَبِيْ فُلَانٍ لَيْسُوْا بِأَوْلِيَائِيْ، إِنَّمَا وَلِيَّيَ اللهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِيْنَ». فَأَخْبَرَ الْنَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ مُوَالَاتِهِ لَيْسَتْ بِالْقَرَابَةِ وَالْنَّسَبِ؛ بَلْ بِالْإِيْمَانِ وَالْتَّقْوَى). (٢)وَقَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ــ أَيْضَاً ــ: ( ... وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَوْلِيَاؤُهُ الْمُتَّقُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ قَرَابَةُ الْدِّيْنِ وَالْإِيْمَانِ وَالْتَّقْوَى. وَهَذِهِ الْقَرَابَةُ الْدِّيْنِيَّةُ أَعْظَمُ مِنْ الْقَرَابَةِ الْطِّيْنِيَّةُ، وَالْقُرْبُ بَيْنِ الْقُلُوْبِ وَالْأَرْوَاحِ أَعْظَمُ مِنَ الْقُرْبِ بَيْنِ الْأَبْدَانِ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَفْضَلَ الْخَلْقِ أَوْلِيَاؤُهُ الْمُتَّقُوْنَ، وَأَمَّا أَقَارِبُهُ فَفِيْهِمُ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ، وَالْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَإِنْ كَانَ فَاضِلَاً مِنْهُمْ كَعَلِيٍّ، وَجَعْفَرَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ -رضي الله عنهم-، فَتَفْضِيْلُهُمْ بِمَا فِيْهِمْ مِنَ الْإِيْمَانِ وَالْتَّقْوَى، وَهُمْ أَوْلِيَاؤُهُ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ، لَاْ بِمُجَرَّدِ الْنَّسَبِ، فَأَوْلِيَاؤُهُ أَعَظَمُ دَرَجَةً مِنْ آلِهِ، وَإِنْ صُلِّيَ عَلَى آلِهِ تَبَعَاً لَهُ؛ لَمْ يَقْتَضِ ذَلِكَ أَنْ يَكُوْنُوْا أَفْضَلَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ الَّذِيْنَ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمُرْسَلِيْنَ هُمْ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، وَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَدْخُلُوْا فِيْ الْصَّلَاةِ مَعَهُ تَبَعَاً، فَالْمَفْضُوْلُ قَدْ يَخْتَصُّ بِأَمْرٍ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُوْنَ أَفْضَلَ مِنَ الْفَاضِلِ، =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://www.shamela.app/page/contribute