للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبلغون عنه العارفون بسنته المقتدون بها، فكل ما يصدر عنهم في ذلك صادر عنه ولهذا صح عن جماعة من أكابر الصحابة ذم الرأي وأهله وكانوا لا يرشدون أحدا إلا إلى سنة رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لا إلى شيء من آرائهم وهذا معلوم لا يخفى على عارف [١٠] وما نسب إليهم من الاجتهادات وجعله أهل العلم رأيا لهم لا يخرج عن الكتاب والسنة وإما بتصريح أو بتلويح، وقد يظن خروج شيء من ذلك وهو ظن مدفوع لمن تأمل حق التأمل، وإذا وجد نادرا رأيت الصحابي بتحرج أبلغ تحرج ويصرح بأنه رأيه وأن الله بريء من خطئه وينسب الخطأ إلى نفسه وإلى الشيطان، والصواب إلى الله كما تقدم (١) عن الصديق فى تفسير الكلالة وكما روى عنه (٢) وعن غيره (٣) فى فرائض الجد , وكما كان يقول عمر (٤) فى تفسير قوله تعالي {وفكهة وأبا} (٥) وهذا البحث


(١) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (١٠/ ٣٠٤ رقم ١٩١٩١) والدارمي (٢/ ٣٦٥ - ٣٦٦) والبيهقي (٦/ ٢٢٤) ورجاله ثقات لكن الشعبي لم يسمع من أبي بكر، فالحديث منقطع.
- أن أبا بكر قال في الكلالة: أقضي فيها برأي يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان والله بريء منه وهو دون الولد والوالد ... "وقد تقدم.
(٢) أخرج البخاري في صحيحه رقم (٣٦٥٨) عن عبد الله إبي مليكة قال: كتب أهل الكوفة إلى ابن الزبير في الجد فقال: أما الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله سلم «لو كنت كتخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذته» أنزله أبا- يعنى أبا بكر».
(٣) أخرج أبو داود رقم (٢٨٩٧) وابن ماجه رقم (٢٧٢٣) عن الحسن البصري أن عمر قال: أيكم يعلم ما ورث رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- الجد؟ فقال معقل بن يسار: أنا، ورثه رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- السدس، قال: مع من؟ قال: لا أدري. قال: لا دريت، فما تغني إذا؟ وإسناده منقطع.
(٤) أخرجه البخاري فى صحيحه رقم (٧٢٩٣) عن أنس قال: كنا عند عمر فقال: «نهينا عن التكلف».وأورده ابن ابن كثير فى تفسيره (٨/ ٣٢٥):عن أنس قال: قرأ عمر بن الخطاب: {عبس وتولى} فلما أتى على هذه الآية: {وفكهة وأبا} قال: عرفنا ما الفاكهة، فما الأب؟ فقال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف.
(٥) [عبس:٣١] .......