للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١١) وحسن الخلق هو الذي لفت إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا تقدم إليك من يخطب ابنتك كما في الحديث الآتي:

((حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيحي الترمذي) قالَ: قالَ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «إذَا خَطَبَ إلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ، فَزَوّجُوهُ. إلاّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وفَسَادٌ عَرِيضٌ».

(أركان الأخلاق الحسنة:

إن حسن الخلق يقوم على أربعة أركان: «الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل». فالصبر يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ وكف الأذى، والعفة تجنب الإنسان الرذائل والقبائح، والشجاعة تحمل على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق، والعدل الذي يحمل على الاعتدال والتوسط. هذه الأخلاق الفاضلة الأربعة هي أركان الأخلاق الحسنة، كما أن الأخلاق السافلة مبناها على أربعة أخلاق: «الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب». فالجهل يري الإنسان الحسن قبيحاً، والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، والشهوة تحمله على الحرص والشح والبخل والرذائل والفواحش والدناءات، والغضب يولد الكبر والحقد والحسد والعدوان والسفه، ولذلك لابد من مراقبة هذه الأخلاق الدنيئة؛ حتى يتخلص الإنسان منها ولا يقع فيها؛ لأننا إذا عرفنا الأصل عرفنا كيف نتعامل.

(هل يمكن اكتساب الخلق الحسن:

مسألة: هل يمكن اكتساب الخلق الحسن وتغيير الخلق القبيح؟

إن مما لا بد أن يعلمه المسلم أنه مأمور بتحسين خلقه؛ وإن غلبته نفسه على بعض الطباع الدنيئة فلا يستسلم ويقول: هذه سجيتي ولا أستطيع تغيير طبعي؛ فإن سوء الخلق أمرٌ مذموم؛ يجب على المسلم أن يتجنبه؛ وقد ثبت في السنة الصحيحة ما يدل على أن العبد يمكنه تحسين خلقه وأعظم ما يدل على ذلك أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن نخالق الناس بخلقٍ حسن كما في الحديث الآتي:

((حديث أبي ذر رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.

(وفصل الخطاب في هذه المسألة: أن الخلق الحسن يمكن اكتسابه بعدة أشياء منها ما يلي:

(١) ترويض النفس على حسن الخلق، فإنه من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوّقَّه.

(حديث أبي هريرة في صحيح الجامع) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يُوّقَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>